في خطوة أثارت جدلا واسعا اصدرت محكمة حوثية في "ليل" حكما بالإعدام على السفير احمد علي عبدالله صالح، رد اعتبار متاخر لجماعة حاقدة لاتزال تحتفظ بمرارة المواجهة مع الشهيد الراحل الزعيم علي عبدالله صالح الذي أعلن الثورة عليهم في الثاني من ديسمبر2017م
الحوثيون يعتبرون أحمد علي "نجل الرئيس السابق علي عبدالله صالح"رمزاً للنظام السابق، وحليفاً مفترضاً لوالده الذي انقلب عليهم عام 2017، قبل أن يُستشهد في مواجهات مباشرة معهم..
إلا ان إصدار الحكم هو رسالة ثأر متأخر من عائلة الزعيم صالح.كماهو ضرب لرمزية المؤتمر الشعبي العام
فأحمد علي يُنظر إليه كرمز للقيادة السياسية في حزب المؤتمر،، والحكم قد يكون محاولة لكسر رمزية الحزب وإضعاف أي فرصة لعودته للمشهد من جديد.
إصدار الحكم رسالة ضغطٍ أو تحدٍ سياسي موجه للتحالف،. خصوصا في ظل تعقيدات المشهد الإقليمي،
ولكن إذا مارأينا الحكم من الناحية القانونية والشكلية
فهناك غياب للمحاكمة العادلة حيث لا يوجد دليل على أن أحمد علي قد مثُل أمام محكمة، أو تم منحه فرصة الدفاع،، هذا يضع الحكم في إطار "القرارات السياسية المغلفة قضائيًا"
ودوما مايستخدم الحوثيون القضاء كأداة سلطة فالحكم يثبت مرة أخرى أن القضاء الخاضع للحوثيين ليس مستقلاً، بل يُستخدم كأداة سياسية لتصفية الخصوم.
اذا كان الحوثي يعتقد ان هذا تحذير للخصوم والمنافسين داخل صنعاء فهذا شأنه ولا يعنينا بشيئ.
قد يكون هذا الحكم وسيلة لـ"ضبط الداخل"، وتخويف أي شخص يفكر في معارضة الجماعة أو التواصل مع أحمد علي أو جناح المؤتمر
لكنه يحمل ايضا رسائل للقطيع الحوثي لإعادة استنهاض أنصاره بخطاب العداء للرموز القديمة وتذكير بالعداء التاريخي مع "نظام صالح" وهو مايعني اعادة شحن القاعدة الشعبية للحوثيين بخطاب "الضحية والثأر"
الحوثيون انفسهم يدركون النتائج الفعلية للحكم انه غير قابل للتنفيذ حالياً، لأن أحمد علي خارج اليمن وتحت حماية الله..
لكنه يقطع رسميًا أي محاولة للتقارب بينه وبين الحوثيين مستقبلًا،،كما يُستخدم كـ"ورقة ضغط" في أي مفاوضات مستقبلية، خصوصًا إذا تم طرح أحمد علي كرقم سياسي بديل في أي تسوية قادمة.. وخلاصة هذا الامر هو ان الحكم بالإعدام على أحمد علي عبدالله صالح ليس إلا خطوة رمزية-سياسية.
تؤكد أن جماعة الحوثي لا تزال تعتمد على خطاب الخصومة وعقلية التصفية والانتقام وتستخدم القضاء كسلاح ضد الخصوم، في ظل غياب أي بيئة قانونية نزيهة أو دولة مؤسسات حقيقية في صنعاء..
الارهابيون لايصنعون دولة ولا يبنون وطنا..وفاجرون في الخصومة.