بحث

شينجيانغ : كيف صارت رمزا للتنوع

لي ينغ من قناة CGTN العربية بكين- الصين

شينجيانغ، هذه الرقعة الشاسعة في شمال غرب الصين، باتت تستقطب أنظار الناس من مختلف مناطق الصين والعالم، بفضل انفتاحها وتسامحها وتطورها المتسارع. ويعود سحرها ليس فقط إلى طبيعتها الخلابة، بل أيضًا إلى إرثها الإنساني العريق، وإلى ما تمنحه المرحلة الراهنة من فرص واسعة.


تتمتع شينجيانغ بمساحة شاسعة وموارد طبيعية وفيرة، إلى جانب مناخ معتدل وإشعاع شمسي غني، ما يهيئ ظروفًا فريدة لتطوير الزراعة والطاقة والسياحة وغيرها من القطاعات. وتشكل جبال تيانشان الشامخة والمراعي الواسعة والصحارى المترامية لوحة طبيعية أخاذة، تضع أساسًا راسخًا للحياة والإنتاج في المنطقة.


من الناحية الثقافية، ظلت شينجيانغ عبر التاريخ ملتقىً لثقافات متنوعة، حيث تعيش المجموعات العرقية المختلفة في احترام متبادل وانسجام، مشكّلة نسيجًا اجتماعيًا وثقافيًا غنيًا. وتحتفظ القوميات مثل الويغور وهان والقازاق وهوي ومنغوليا وغيرهم بلغاتهم وأزيائهم ومهرجاناتهم وعاداتهم الغذائية، فيما تنصهر جميعها في الحياة اليومية بانسيابية طبيعية، مجسدةً عمق التنوع داخل الأمة الصينية في إطار وحدتها.

في السنوات الأخيرة، عملت شينجيانغ على دفع مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية عالية الجودة، مستفيدة من مزاياها الجغرافية لتعزيز انفتاحها على الخارج. وقد شهدت صناعات مثل اقتصاد الميناء، الزراعة الحديثة، الثقافة والسياحة، والطاقة الجديدة نموًا متسارعًا. كما وفّرت بيئة داعمة ومنصات واسعة لرجال الأعمال والمبتكرين وأصحاب الخبرات التقنية، فوجد الكثيرون في شينجيانغ نقطة انطلاق جديدة لمسيرتهم المهنية، وحققوا من خلالها طموحاتهم وأحلامهم.

ما يجعل شينجيانغ مكانًا مميزًا للعيش ليس مواردها الطبيعية فقط، بل أيضًا عقليتها المنفتحة ودفء إنسانها. هنا، بغض النظر عن موطنك الأصلي، يمكنك الاندماج سريعًا في المجتمع المحلي والعثور على بيئتك وفرصك الخاصة. فالابتسامات الصادقة، والتقاليد المضيافة، والروح العملية تشكل الأساس الإنساني البسيط والعميق الذي يميز مجتمع شينجيانغ.

شينجيانغ ليست فقط أرضًا غنية بالموارد والمناظر الطبيعية الخلابة، ولكنها أيضًا موطن جميل للثقافات المتعددة، حيث يمكن لكل شخص أن يحقق أحلامه هنا، يمكن للجميع الشعور بالانتماء والأمل.

إذا أردت الغوص في الحياة اليومية المعاصرة لشينجيانغ، ننصح بمشاهدة الفيلم الوثائقي "شينجيانغ: وجوه وحكايا". يسلط الفيلم الضوء على المجموعات المتنوعة المقيمة هنا، من السكان الأصليين إلى رواد الأعمال والعمال ومحبي الثقافة القادمين من فرنسا وكوريا وطاجيكستان وغيرها. تتبع الكاميرا خطواتهم في الشوارع، الأسواق، وحياة الأحياء، مسجلةً مشاهد حية لمكافحتهم وفرحهم واستقرارهم في شينجيانغ. ندعو المشاهدين للشعور بدفء هذه الأرض وأحلامها.

آخر الأخبار