في مثل هذا اليوم قبل عامين فقط، رفعنا علم الجمهورية فوق أسطح منازلنا في صنعاء وهمدان احتفاءً بذكرى ثورة 26 سبتمبر، فكان الثمن سجونًا انفرادية لستة أشهر.
بعدها صار رفع العلم الوطني جريمة أعظم من حيازة الحشيش والمخدرات! يُزج بمن يجرؤ عليها في غياهب السجون السياسية بتهمة العمالة والصهيونية والأمركة.
عُمِّم الخوف، حتى غدا من ينشر أنشودة وطنية أو أغنية تمجّد سبتمبر متهمًا ومجرما يستحق العقاب.
وبات الاحتفال بسبتمبر تهمة، وجريمة، وطقسًا سريًا كطقوس التنظيمات السرية الغنوصية الممنوعة!
لكن… لأن كل ممنوع مرغوب، اشتعلت القلوب بحب سبتمبر، وتجدّد الوعي بقيمته وعظمته وجلاله.
فقدناه حين فرّطنا فيه، وعرفنا قيمته حق المعرفة حين حاولوا اغتياله.
افتقدناه ،كما يفتقد الابناء العاقين اباهم بعد رحيله ،ولم يعرفوا قيمته الا بعد فارقوه!!
ولكن سبتمبر. سيبقى كطائر الفينيق: ينهض من بين الرماد، ويزهر، ويزدهر، ويحلق عاليًا فوق جبين الوطن.