عاجل : نظام ثاد في السعودية: جدار الحماية الأخير امام الصواريخ الإيرانية والحوثية
الناقد نت - متابعات
تصعيد التهديدات.. وتعاظم الحاجة للدفاع
مع ازدياد التوترات الإقليمية وتصاعد تهديدات الحوثيين المدعومين من إيران ضد المملكة العربية السعودية، تزداد أهمية أنظمة الدفاع الصاروخي المتقدمة، وعلى رأسها نظام "ثاد" (THAAD) الأمريكي.
وبينما يُنظر إلى الحوثيين كذراع إيرانية في شبه الجزيرة العربية، فإن استهدافهم المتكرر لمنشآت النفط والموانئ الحيوية في السعودية لا سيما في المنطقة الشرقية يجعل من نظام "ثاد" عنصرًا محوريًا في استراتيجية الدفاع السعودية.
ثاد: الدرع الذي يُعتمد عليه :
نظام "ثاد"، المطور من شركة لوكهيد مارتن، صُمم لاعتراض وتدمير الصواريخ الباليستية خلال مرحلتها النهائية، أي أثناء هبوطها أو إعادة دخولها الغلاف الجوي.
يتميز بدقته العالية وقدرته على تحييد التهديدات من مسافات تصل إلى 100 ميل، باستخدام تكنولوجيا "الضرب للقتل"، التي تعتمد على التصادم المباشر بدلاً من التفجير في الجو.
وتعتمد منظومة "ثاد" على رادار من طراز AN/TPY-2 القوي، الذي يعمل بالنطاق X ويمنح النظام قدرة متقدمة على اكتشاف وتعقب الصواريخ، وتحديد مساراتها بدقة عالية.
حماية النفط والمنشآت الاستراتيجية :
في ضوء استهداف الحوثيين المتكرر لمنشآت الطاقة السعودية – مثلما حدث في هجوم "بقيق وخريص" عام 2019 – تبرز الحاجة الملحة لحماية قطاع النفط. نظام "ثاد"، بقدراته الاعتراضية العالية، يُمثل حائط صد متقدم أمام هجمات الحوثيين الباليستية والطائرات المسيّرة بعيدة المدى، والتي غالبًا ما يُعتقد أنها تُدار بتوجيه إيراني مباشر.
وبالنظر إلى التعاون الوثيق بين طهران وصنعاء، فإن أي تصعيد بين الولايات المتحدة وإيران سيُترجم سريعًا إلى هجمات ينفذها الحوثيون على أهداف سعودية، ولا سيما منشآت النفط.
دور مشغلي "ثاد" السعوديين: في قلب المواجهة :
استثمرت السعودية خلال السنوات الأخيرة في تدريب كوادر وطنية على تشغيل نظام "ثاد". وقد جاء تخرج دفعة جديدة من مشغليه السعوديين في توقيت حساس، مع تصاعد التوترات بين طهران وواشنطن، واستمرار الهجمات الحوثية على الملاحة في البحر الأحمر.
وجود المزيد من المشغلين يعني قدرة أفضل على المناوبة والاستجابة السريعة، خاصة إذا تعرضت البلاد لهجوم واسع النطاق، سواء من الحوثيين أو من إيران نفسها.
درع إقليمي.. لا محلي فقط :
لا تقتصر أهمية نظام "ثاد" على حماية المملكة فحسب، بل تمتد لتشمل أمن منطقة الخليج ككل، لا سيما مع وجود قواعد أمريكية رئيسية في دول الجوار، والتي تعتبر أهدافًا محتملة لأي رد إيراني على ضربات أمريكية أو إسرائيلية محتملة ضد منشآتها النووية.
توافق "ثاد" مع منظومات دفاعية أخرى مثل "باتريوت" و"إيجيس" يعزز قدرات الدفاع الجوي الإقليمي، ويُحوّل الخليج إلى منطقة محمية بطبقات دفاعية متعددة، تصعّب مهمة أي معتدٍ يسعى لضرب الاستقرار.
سباق مع الزمن :
مع التهديدات المستمرة من الحوثيين وتهور إيران في المنطقة، يُصبح الاستثمار في الأنظمة الدفاعية مثل "ثاد" ضرورة استراتيجية لا ترفًا عسكريًا.
وفي حال تصاعدت المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران، فإن السعودية ستكون في قلب العاصفة، سواء عبر الهجمات المباشرة أو عبر وكلاء إيران في اليمن. ومن هنا، فإن سرعة تدريب وتوزيع مشغلي "ثاد" على الأرض سيكون عاملًا حاسمًا في ضمان أمن المملكة ومصالحها الحيوية.
براندون جيه. ويخرت
محرر أول لشؤون الأمن القومي الأمريكي