خطير : صراع وخلاف داخل بنية الشرعية بين مؤيد ومعارض للحرب
الناقد نت - خاص
شهدت العاصمة السعودية الرياض خلال الأسبوع الجاري سلسلة اجتماعات سياسية يمنية رفيعة، حضرها رئيس واعضاء هيئة التشاور والمصالحة، وقيادات وممثلي الأحزاب السياسية، إلى جانب رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي. وتمحورت النقاشات حول عدد من القضايا الحساسة المرتبطة بمسار الحرب والسلام في اليمن، وسط ظروف إقليمية ودولية معقدة.
رغبة شعبية متزايدة لحسم المعركة:
أظهرت النقاشات وجود رغبة شعبية متزايدة بضرورة حسم المواجهة مع جماعة الحوثي، والتخلص من الوضع الراهن، خاصة في ظل التطورات الإقليمية الجارية في لبنان وسوريا. ورغم هذه الرغبة، فإن القرار السياسي بشأن الحسم العسكري لا يزال معلقًا، سواء من قبل القيادة اليمنية أو الأطراف الإقليمية والدولية الداعمة لها.
السعودية: لا دعم بري في الوقت الراهن:
أبلغت السعودية الأطراف السياسية اليمنية أنها غير مستعدة حاليًا لدعم أو خوض أي معركة برية ضد الحوثيين، نظرًا للظروف الإقليمية والدولية الراهنة. كما وجهت الرياض انتقادات واضحة للمكونات اليمنية بسبب الانقسامات والتشتت، مؤكدة ضرورة توحيد الجبهات واستعادة التنسيق السياسي والعسكري.
العليمي يشارك منفردًا... هل هناك انقسام داخل المجلس الرئاسي؟
لوحظ أن الدكتور رشاد العليمي حضر الاجتماعات منفردًا دون بقية أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، ما أثار تساؤلات حول وجود خلافات داخل المجلس، وهو ما يعطل انعقاده المنتظم ويعيق اتخاذ قرارات جماعية في الملفات المصيرية.
تحركات مرتقبة في الساحل الغربي... والعليمي يشدد على التنسيق:
ناقشت الاجتماعات التسريبات المتداولة بشأن تحركات عسكرية محتملة في جبهة الساحل الغربي والحديدة. وأكد العليمي أن أي تحرك ميداني لن يتم بشكل فردي أو من طرف واحد، بل سيكون جماعيًا ومنسقًا حال اتخاذ قرار بذلك.
ترقب لزيارة ترامب إلى المنطقة :
تطرقت النقاشات إلى زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى المنطقة في 13 مايو المقبل، وسط توقعات بأن تؤثر هذه الزيارة على مسار الحرب أو التهدئة في اليمن، بما قد يعيد ترتيب أولويات الفاعلين الإقليميين والدوليين.
تصدعات في بنية المجلس الرئاسي والتحالفات:
كشفت الاجتماعات عن وجود تصدعات كبيرة في بنية مجلس القيادة الرئاسي، إضافة إلى هشاشة التحالفات السياسية والعسكرية اليمنية، وهو ما يمثل عقبة أمام أي عملية عسكرية موحدة ضد الحوثيين.
أمن الحدود أولوية للسعودية قبل أي تحرك:
ربطت السعودية أي قرار بالمشاركة في عمليات عسكرية أو تفاوضية بضمان أمن أراضيها من خطر الصواريخ والطائرات المسيّرة الحوثية، مستندة إلى تجارب سابقة لا ترغب بتكرارها، وتؤكد أن القرار العسكري لديها يخضع لحسابات أمنية دقيقة.
تعثر التعديلات الحكومية :
أخيرًا، ناقشت الاجتماعات التعديلات الحكومية المنتظرة، وعلى رأسها تغيير رئيس الوزراء. وأُشير إلى أن هذه الخطوة لم تنفذ بسبب تعقيدات المشهد السياسي والعسكري، إلى جانب الظروف الإقليمية الراهنة التي تعيق أي تغيير جوهري في تركيبة الحكومة.