تقرير أمريكي : تضخيم الحوثي وتوريط الصين في صراع البحر الاحمر
الناقد نت - متابعات
هل نتوقع سيناريو مسرحية جديدة لتبرير التمدد العسكري :
أثار التقرير الأخير الذي نشرته مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية تساؤلات عديدة حول الأهداف الخفية وراء تناوله المفاجئ لـ"خطر الحوثيين" والدور الصيني المزعوم في دعمهم. التقرير، الذي جاء في سياق متوتر بين واشنطن وبكين، قد لا يكون بريئًا كما يبدو، بل يحمل في طياته أجندة واضحة تهدف إلى تبرير تصعيد عسكري أمريكي في المنطقة، وتصفية حسابات اقتصادية مع الصين.
خطر الحوثي "الخارق": ذريعة للتمدد العسكري:
التقرير صوّر جماعة الحوثي على أنها قوة خارقة تهدد الأمن الإقليمي والدولي، لدرجة أن "الجيش الأمريكي تفاجأ بحجم قوتها الحقيقي"، بحسب المجلة.
هذا التضخيم المتعمد يأتي لتبرير إرسال المزيد من القطع العسكرية الأمريكية ليس فقط إلى البحر الأحمر، بل إلى المنطقة بأكملها، تحت ذريعة حماية المصالح الأمريكية وضمان أمن الملاحة الدولية.
اتهامات للصين: خيال استخباراتي أم دعاية حرب باردة؟
في خطوة لافتة، اتهم التقرير الصين بدعم الحوثيين عسكريًا، مدعيًا أن الصواريخ التي تُستخدم ضد السفن الأمريكية والإسرائيلية "مصنعة في الصين"، وأن بكين تزود الحوثيين بإحداثيات عبر أقمارها الصناعية.
هذه المزاعم، التي لم يُقدم عليها أي دليل موثق، تأتي في وقت تتصاعد فيه الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، ما يجعل من اتهام الصين جزءًا من استراتيجية إعلامية تهدف لتأليب الرأي العام الأمريكي ضد الخصم الاقتصادي الأول لأمريكا.
التوتر الاقتصادي خلف الستار
الخلفية الحقيقية لهذه الحملة الإعلامية تعود إلى تصاعد الخلافات الاقتصادية بين العملاقين، بعد أن ردت الصين بإجراءات صارمة على قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب برفع الرسوم الجمركية على الواردات الصينية بنسبة 145%.
هذا التصعيد ألحق أضرارًا جسيمة بالشركات الأمريكية الكبرى مثل "آبل" و"إيفون"، ما أجبر الإدارة الأمريكية على التراجع عن بعض قراراتها الجمركية.
مسرحية "العدو الوهمي": إيران، الحوثي، والآن الصين :
التقرير الأمريكي يواصل ترويج السردية القديمة الجديدة بأن الحوثيين، الذين يرفعون شعار "الموت لأمريكا والموت لإسرائيل"، يشكلون تهديدًا حقيقيًا لأمن أمريكا وإسرائيل.
وهي الذريعة ذاتها التي استُخدمت سابقًا لتبرير النفوذ الأمريكي في المنطقة.
لكن ما يبدو واضحًا هذه المرة هو أن أمريكا تسعى لاستثمار هذا السيناريو لفتح جبهة دعائية جديدة ضد الصين، تحت غطاء الخطر الحوثي المبالغ فيه.
ناشيونال إنترست: لسان حال الـCIA؟
من اللافت أن المجلة التي نشرت التقرير، ناشيونال إنترست، تصدر عن مركز نيكسون الذي أسسه الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون في سبعينيات القرن الماضي، وتُتهم منذ سنوات بأنها تحت إشراف غير مباشر من وكالة الاستخبارات المركزية (CIA).
ما يعزز الشكوك بأن ما يُنشر فيها يخدم بشكل مباشر الأجندة الاستراتيجية الأمريكية حول العالم.