الحوثيون : يعبثون بآخر المتنفسات ويتحدّون العالم بلا حساب
الناقد نت - خاص : المحرر السياسي
الميناء تحت النار.. وآخر الشرايين يُقطع :
الضربة الإسرائيلية التي شلّت ميناء الحديدة لم تكن مجرد استعراض عسكري، بل كانت بمثابة إعلان صريح بأن العالم لن يتساهل مع استمرار الحوثيين في استخدام هذا المرفق الإنساني لأجندات مشبوهة. الميناء، الذي يُعد آخر منفذ حيوي لليمنيين شمال البلاد، بات اليوم خارج الخدمة، وتبدو فرص عودته إلى العمل الطبيعي ضئيلة ما دامت الجماعة تسيطر عليه.
عناد الحوثيين يدفع اليمنيين نحو المجهول :
رغم تحذيرات المجتمع الدولي والأمم المتحدة، يواصل الحوثيون سياسة العناد والمقامرة. لا يكتفون بالهيمنة على الميناء، بل حوّلوه إلى أداة ابتزاز سياسي وإعلامي. هم يدركون أهمية الميناء، لكنهم يتعاملون معه وكأنه "غنيمة حرب"، وليس شريان حياة لملايين المدنيين الذين يعتمدون عليه للغذاء والدواء.
تحدي بلا وعي.. والنتيجة كارثية :
العقلية التي تحكم الجماعة لا تزال أسيرة خطاب التحدي والاصطفاف الأيديولوجي، غير مدركة أنها تعيش في عالم لا يتسامح مع توظيف المرافق الإنسانية لأغراض عسكرية أو سياسية. الغارات لم تكن عشوائية، بل استهدفت البنية التحتية الحيوية بدقة، وكأن الرسالة: "لن نسمح بعودة هذا الميناء ما دام في قبضتكم".
رسالة إسرائيل واضحة.. والمجتمع الدولي يلوّح بالصمت :
إسرائيل لا تتحرك عادة بلا حساب. استهداف الميناء يُفهم على أنه ردع استباقي ومنع لإعادة استخدامه كمنصة دعم لعمليات تهدد مصالحها، سواء في البحر الأحمر أو خارجه. لكن ما هو أخطر من الغارة نفسها هو الصمت الدولي، الذي يُفسَّر كضوء أخضر غير مباشر لأي ضربة قادمة، طالما أن الجماعة ترفض الالتزام بالقانون الدولي الإنساني.
من يدفع الثمن؟
كالعادة، الضحية الأولى هي الشعب اليمني. من لا يجد حليبًا لأطفاله، أو وقودًا لتوليد الكهرباء في المستشفيات، أو دقيقًا لخبز يومه. الحوثيون قد يتحملون الضربات، وربما يوظفونها في دعاياتهم، لكن الكارثة تقع على من لا صوت لهم ولا سلاح، وهم وحدهم من يُتركون للوجع.
لا بطولات في الخراب :
ما يحدث في الحديدة يجب أن يكون جرس إنذار، لا نشيد نصر وهمي. استمرار العبث الحوثي، ومواصلة تحدي العالم من دون تقدير للعواقب، لن ينتج عنه سوى مزيد من الخراب. وإذا أُغلق هذا المتنفس الأخير، فلن يجد أحدٌ مخرجًا من الكارثة، مهما كان موقعه.