بحث

750 طنًّا من الأسلحة الإيرانية في قبضة المقاومة اليمنية.. مؤشرات على حرب طويلة الأمد


الأربعاء 16/يوليو/2025 - الساعة: 11:19 ص

الناقد نت - خاص

في تطوّر عسكري لافت، كشفت المقاومة الوطنية اليمنية عن ضبط شحنة ضخمة من الأسلحة الإيرانية قُدّرت بـ750 طنًّا، كانت في طريقها إلى ميليشيا الحوثي عبر شبكات التهريب البحرية. هذه الكمية غير المسبوقة تُعد مؤشراً خطيراً على تحولات نوعية في طبيعة الصراع، وتؤكد أنّ التحالف الحوثي الإيراني يستعد لخوض معركة مختلفة، طويلة الأمد، تتجاوز الطابع التقليدي للمواجهات السابقة.

منظومات صاروخية بحرية وجوية

الشحنة تضمنت منظومات صاروخية بحرية وجوية متطورة، ما يشير إلى نية حوثية لرفع القدرة على استهداف الأهداف البحرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب. هذا النوع من المنظومات يتطلب وجود خبراء أجانب للتشغيل والصيانة، ما يعزز الفرضية بأنّ الحرس الثوري الإيراني يقف بشكل مباشر خلف هذه الخطوة.

منظومات دفاع جوي ورادارات حديثة

كما اشتملت الشحنة على منظومات دفاع جوي ورادارات متطورة، ما يشير إلى محاولة جدّية من الحوثيين لتحييد سلاح الجو، في خطوة تُعد تطورًا نوعيًّا مقارنة بالسنوات الماضية، حيث كان الحوثيون يفتقرون إلى منظومات دفاع جوي فعالة.

تقنيات استطلاع ورصد دقيقة

الأسلحة المضبوطة شملت أيضًا طائرات مسيّرة متقدمة، وأجهزة تصنت، وعدسات تتبع، ما يعكس اتجاهاً حوثيًّا نحو امتلاك تقنيات تُستخدم عادة في الحروب النظامية، وليس في حرب العصابات. هذه المؤشرات تؤكد أن الميليشيا بصدد الانتقال إلى مرحلة جديدة من الصراع، تعتمد على الرصد الدقيق والاستهداف الموجّه.

تجهيزات لحرب طويلة.. وليس معركة عابرة

تنوّع الأسلحة وكميتها الكبيرة – التي ضمّت صواريخ مضادة للدروع، ومدفعية بي 10، وقناصات، وذخائر متنوّعة – تشير بوضوح إلى أنّ هذه الشحنة ليست مخصصة لمعركة واحدة أو مواجهة محدودة، بل تدخل في إطار تجهيزات طويلة الأمد. محلّلون يرون أن إيران باتت تتعامل مع الحوثيين كبديل استراتيجي لحزب الله في المنطقة، سواء من الناحية السياسية أو العسكرية.

التهريب مستمر رغم المراقبة الدولية

المثير للقلق هو استمرار عمل خطوط التهريب الإيرانية إلى اليمن، رغم الجهود الدولية والرقابة الأميركية في البحر الأحمر. هذا التطور يكشف هشاشة الرقابة البحرية، ويطرح تساؤلات حول مدى فاعلية التدخلات الدولية في وقف تسليح الميليشيا.

تصريحات طارق صالح

العميد طارق محمد عبدالله صالح، قائد المقاومة الوطنية، أكّد أنّ شعبة الاستخبارات رصدت ومتابعت العملية منذ بدايتها، وأنه سيتم الكشف لاحقًا عن تفاصيل عملية الضبط التي وصفها بالاستراتيجية. وأضاف أنّ المقاومة الوطنية ستواصل جهودها لمواجهة مشاريع الحرس الثوري الإيراني، والدفاع عن الجمهورية اليمنية.

ضبط هذه الشحنة لا يُعد انتصارًا ميدانيًا فحسب، بل كشفًا صريحًا لنية إيران في تغيير قواعد اللعبة في اليمن والمنطقة ككل. ويظل التحدي القائم أمام المجتمع الدولي، هو وقف تدفق السلاح إلى يد جماعات تستخدمه ضد الشعب اليمني، وتهدد أمن الملاحة الإقليمية والدولية.

متعلقات:

آخر الأخبار