بحث

الكشف عن أخطر تشكيل نسائي للحوثيين الزينبيات جهاز قمعي يعتقل ويعذب النساء ويدير شبكات تجسس وتهريب


الخميس 14/أغسطس/2025 - الساعة: 11:58 م

الناقد نت - متابعات

كشف تقرير جديد صادر عن مركز P.T.O.C Yemen للأبحاث والدراسات المتخصصة، عن تفاصيل موسعة وغير مسبوقة حول ما يعرف بـ"الزينبيات"، وهو التشكيل النسائي التابع لمليشيا الحوثي، الذي يوصف بأنه أخطر أذرعها الأمنية والاستخباراتية، وأحد أبرز أدواتها في قمع المجتمع اليمني، خصوصًا النساء، تحت غطاء ديني وأيديولوجي.

ووفقًا للتقرير، فقد ظهر هذا التشكيل بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، وتم بناؤه على نموذج التنظيمات النسائية التابعة لحزب الله اللبناني، ليكون ذراعًا أمنيًا "ناعمًا" ظاهريًا، لكنه شديد القسوة في مهامه الميدانية. حيث تلقت عناصره تدريبات داخل اليمن وفي لبنان وإيران، تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، شملت أساليب القتال، جمع المعلومات، التحقيق، والتعبئة الفكرية.

ويُقدّر عدد عناصر الزينبيات بنحو 4 آلاف امرأة، يعملن خارج إطار الشرطة النسائية الرسمية، ويرتدين في مهامهن عباءات سوداء ونقابًا أو لثامًا للتخفي، وينقسم التشكيل إلى أربعة أقسام رئيسية "القسم العسكري، القسم الإلكتروني المعني بالدعاية والمراقبة، قسم الاعتقالات، وقسم التجسس الوقائي المكلف بجمع المعلومات عن المجتمع ومؤسساته".

وتشرف على هذه الأقسام قيادات نسائية بارزة من عائلات حوثية نافذة، من بينهن فاطمة حسين بدر الدين الحوثي، ابنة مؤسس الجماعة، التي تشغل منصب نائبة جهاز الأمن والاستخبارات لقطاع المرأة والمنظمات، وابتسام المتوكل المشرفة على التعبئة في الجامعات، وهدى العماد التي تلعب دورًا محوريًا في عمليات التجنيد داخل الوسط الأكاديمي.

من الدعم اللوجستي إلى القمع المباشر،

يؤكد التقرير أن الزينبيات انتقلن من أدوار الدعم والمساندة إلى المشاركة المباشرة في الاقتحامات، والمداهمات، وعمليات الاعتقال، والتحقيق مع المعتقلات، وتنفيذ أعمال تعذيب بدنية ونفسية، إضافة إلى التجسس على النساء في الحياة العامة والخاصة، وإدارة حملات دعائية تستهدف الفتيات والطالبات عبر المدارس والجامعات ووسائل التواصل الاجتماعي.

وخلال الفترة ما بين 2017 و2022، وثقت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات ما يزيد عن 1444 انتهاكًا مباشرًا ارتكبته الزينبيات، بينها 571 حالة اعتقال وخطف، و290 مداهمة لمنازل، و118 حالة تعذيب في السجون، و86 إصابة جراء اعتداءات مباشرة، و48 حالة تحرش أو اغتصاب، إلى جانب 20 حالة تجنيد قسري، وأكثر من 300 حالة ابتزاز وتهديد ومراقبة.

ومن أبرز الحوادث التي أوردها تقرير المركز، اقتحام مدرسة خاصة في صنعاء في نوفمبر 2022 والاعتداء على مديرتها وطاقمها النسائي بصواعق كهربائية على خلفية نزاع مع مشرف حوثي، والاعتداء الوحشي على طبيبة في مدينة إب وتمزيق ملابسها، واقتحام مدرسة للبنات في همدان لمنع الاحتفال بثورة 26 سبتمبر، وهدم منزل المواطن فايز المخلافي في يونيو 2025 وطرد النساء والأطفال منه رغم امتلاكه أوراق ملكية قانونية، بالإضافة إلى الانتشار المسلح في صنعاء في سبتمبر 2023 لمنع النساء من رفع علم الجمهورية اليمنية، والاعتداء عليهن لفظيًا وجسديًا.

ولا يقتصر دور الزينبيات على القمع المباشر، إذ يورد التقرير تورطهن في أنشطة إجرامية أوسع نطاقًا، منها تجنيد نساء من أصول أفريقية، خاصة من الصومال وإثيوبيا، لاستخدامهن في التجسس على منظمات دولية ومحلية، واختراق الأسر التجارية والقبلية الكبيرة عبر العمل كخادمات أو مربيات أطفال، وتهريب المخدرات والحشيش من صنعاء إلى المحافظات المحررة، والمشاركة في شبكات الاتجار بالأعضاء البشرية، فضلًا عن الإيقاع بشخصيات سياسية ودينية معارضة للحوثيين في مواقف محرجة بغرض الابتزاز.

 

وتجري التدريبات داخل اليمن في مواقع أبرزها نادي بلقيس بصنعاء، إضافة إلى معسكرات سرية في مدارس ونوادٍ رياضية وثقافية، كما تلقت بعض العناصر تدريبات متقدمة في لبنان وإيران على يد عناصر من الحرس الثوري وحزب الله، ويشير التقرير إلى استغلال الحوثيين لبرامج "تمكين المرأة" التي تنفذها منظمات دولية في صنعاء لتدريب عناصر الزينبيات تحت غطاء العمل المدني.

ويلفت التقرير إلى أن المجتمع اليمني والقبائل ينظرون إلى استغلال المرأة في أعمال القمع كـ"عار أسود" يتنافى مع القيم اليمنية الأصيلة، ويعتبرون هذه الممارسات دخيلة ومنقولة من إيران، ومع ذلك.. اضطرت بعض النساء للانضمام إلى الزينبيات بسبب الفقر أو فقدان المعيل، خصوصًا في الأسر التي فقدت أبناءها في جبهات القتال الحوثية.

واختتم مركز P.T.O.C Yemen تقريره بدعوة المجتمع الدولي إلى فتح تحقيق مستقل وتصنيف الزينبيات كجماعة إرهابية، وفرض عقوبات على قياداتها، ومراجعة برامج دعم وتمكين المرأة في مناطق الحوثيين، وتوفير آليات حماية للضحايا

متعلقات:

آخر الأخبار